ياحكماء صهيون.. يا صفوة الأرض.. يا ملوك الذهب.. لقد كان حقا على الله أن يختاركم شعبا.. لقد اصطفاكم من بين شعوب العالم البهيمية الفاسدة (الغوييم) لتؤسسوا مملكته العظيمة على الأرض.. وها نحن نلتقي اليوم في هذا المحفل.. وغدًا وبعد غد.. وستكون هناك اجتماعات أخرى فيما سيأتي من السنين.. نحن هنا اليوم لنتحدث في أمر خطتنا الاستراتيجية العظيمة الكاملة التي بدأها أسلافنا.. وسلمها أسلافنا لأسلافنا.. ثم سلمها أسلافنا إلينا.. وكان حقًّا علينا أن نسلمها نحن لمن سيأتي بعدنا.. ولو انحرفنا عنها حطمنا عمل قرون طويلة.. فالحذر كل الحذر يا بني إسرائيل.
أنتم تعلمون جيدًا أصول الخطة القديمة.. تعلمون كل الأعمال الجليلة التي قدمها لشعبنا الملاك الساقط "بافوميت".. والخدمات العظيمة التي أداها في خريطة العالم التاريخية الملاك الساقط الجليل "سيربنت".. لا داعي للخوض في تفاصيل تاريخية نحفظها جميعًا عن ظهر قلب.. يا حكماء صهيون.. لقد حان دورنا في هذه الحكاية العظيمة.. لقد آن الأوان الذي ننفض فيه عن أكتافنا كل ما علق بها ونتحرك.. ونحرك العالم كله إلى الناحية التي نريد.
إن أعظم طريقة يمكنك أن تحطم بها مبادىء أي جيل.. سواء الدينية أو الاجتماعية.. ليس بنقض هذه المبادىء أو تغييرها.. ولكن بتحريفها عن مواضعها ووضع تفسيرات لها لم يقصدها واضعوها.. ولذلك حالفنا الحظ ببركة الأفعى "سيربنت" بتغيير مباديء المسيحية لتصير شيئًا آخر تمامًا غير ما أُريدَ لها أن تكون.. وكذلك الإسلام الشيعي المشوه الذي تمكنا من السير به إلى طريق آخر تمامًا يعارض إسلام محمد.. بل ويحاربه.. بل ويستعين على حربه بأعدائه.. وهذه هي العبقرية اليهودية بعينها.
قد نعرض في هذه الخطة بعض الأمور الغير أخلاقية والتي نحن مأمورون بالقيام بها.. لكن تذكروا دائمًا.. إن هذه الأمور كلها تصير أخلاقية تمامًا بالنسبة لشعب مثل شعبنا.. شعب مضطهد مُهاجَم داخليًا وخارجيًا.. واعلموا أنه في هذا الزمن الذي أتى على بني الإنسان .. الشر هو الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الخير.
_207_
إن قوتنا أعظم من أي قوة أخرى.. لأنها ستظل مستورة حتى اللحظة التي تبلغ فيها مبلغًا لا تستطيع معه أن تسعها أي قوة عظمى ولا أي خطة ماكرة.. حقًّا القوة الخفية هي أكبر قوة.. فمن ذا الذي يقدر أن يخلع قوة خفية عن عرشها.. نعم يا بني صهيون.. فبرغم أننا شعب مشتت.. إلا أن تشتتنا هذا هو سر قوتنا.. لأنه سمح لنا أن نتسلل إلى كيانات كل شعوب العالم وونصعد فيها إلى أشد مراكزها حساسية.. وبهذا صار أمر أقوى شعوب العالم بين إصبعين من أصابعنا نوجههم أينما نشاء.. ولقد حانت لحظة التوجيه يابني إسرائيل وانتهت مرحلة التسلل.
لقد تمكّنا من إشعال نار الثورة الفرنسية.. نحن من نادى أول مرة وقال "حرية.. إخاء.. مساواة".. كلمات كلما رددها الناس كلما فشلوا أكثر وتقيدت حرياتهم أكثر.. إن هناك كلمة نتنة تقال دائمًا.. ديمقراطية.. لا شيء يدعى ديمقراطية أو تحرُّرًا وما إلى ذلك.. كل هذا وهم.. نحن الوحيدين الذين نعرف أنه وهم.. ونحن الوحيدين الذين نعرف متى نسخر هذا الوهم ليكون طُعمًا لجذب الناس إلى صفنا.. سنشرح لاحقًا حقيقة هذا الوهم شرحًا وافيًا.. لكن مبدئيًّا.. اعلموا أن كل الناس غوغاء مفترسون عميان يحتاجون إلى القوة لتكبح جماحهم.. وهذه القوة تأتي في الديكتاتورية الاستبدادية وحدها.. أو الديمقراطية متنكرة في هيئة شيء يدعى القانون.. والكل يخضع له.
الديمقراطية تعني الفوضى.. كيف يمكن أن تثق في أحكام الغوغاء الذين يجعجعون بمناقشات ومجادلات.. مع أنه يمكن مناقضة مثل هذه المناقشات بمجادلات ومناقشات أخرى خبيثة لكنها مقنّعة بقناع عالٍ من الإغراء.. والجدال مفيد لأنه يحول الأمور من سعي لمعرفة الحق إلى سعي للجدال نفسه.. إن الجمهور الغر الغبي ينغمس دائمًا في هذه المناقشات بطريقة تعوق كل إمكان للاتفاق ولو على المناقشات الصحيحة..
_208_
فإن اتفقوا على رأي أغلبية يكون رأيًا مشبعًا بالجهل بالأسرار السياسية.. وهذا ما يبذر بذور الفوضى في الحكومة عندما تقول إنها ديمقراطية.. ولهذا فقد قدمناها إلى حكومات الغوييم البهائم على أنها أرقى أنواع الفكر الإنساني.
ولو تفكر أصحاب الديمقراطية والجمهورية قليلًا لوجدوا أن الشعوب الآن تتحمل من وزرائها ورؤسائها إساءات لو حدثت في الماضي كانوا سيقتلون من أجلها عشرين ملكًا.. لكنهم لا يقرأون التاريخ ولا يحبونه.
الاستبداد وحده هو الذي يقيم الحضارة.. فهل يمكن لخطة مجزأة عدد أجزائها بعدد العقول التي صنعتها أن تقيم حضارة؟ محال طبعًا.. فالغالب أنها تكون حضارة هشة ضائعة القيمة.. فالجمهور بطبعه بربري.. وفور أن تعطيهم شيئًا من الحرية فهم يمسخونها إلى فوضى.. القوي يحكم دائمًا والضعيف يخضع دائمًا.. لهذا ينجح الأب في تربية ابنه الصغير.. ويفشل في تربية ابنه الكبير.. ولذلك في حكومتنا يجب أن نكون صارمين جدًّا في كبح كل تمرد.. أما الكلمات الجوفاء والتربيت على الرؤوس وهذه الترهات كلها يجب أن تكون من خصال حكومات الغوييم.
الحقيقة التي يفرضها علينا هذا الزمان هي الاستبداد.. قل لي ما نوع الحكومة التي يمكنها أن تحكم مجتمعًا تفشَّت فيه الرشوة والفساد حتى ذبلت أوراقه وتساقطت.. قد تقول لي إن حكومة الاستبداد هذه قد ولَّى زمانها ولم تعد تصلح للعصر الحديث.. لكنني سأبرهن لك أن العكس هو الصحيح.. لما كان الناس ينظرون إلى ملوكهم نظرة من معهم إرادة من إرادة الله.. كانوا يخضعون في هدوء لاستبداد ملوكهم.. لكن لما أوحينا لهم بفكرة الحقوق والمساواة وما إلى ذلك بدأوا في النظر إلى الملوك نظرتهم إلى أبناء الفناء العاديين وسقطت عنهم المسحة المقدسة.. وبهذا لن يقبلوا منهم استبدادًا ولا حتى نصف استبداد.
_209_
إن السياسية لا تتفق مع الأخلاق في شيء.. والحاكم الملتزم بالأخلاق ليس بسياسيٍّ بارعٍ.. وهو لذلك غير راسخ على عرشه.. لابد لطالب الحكم من الالتجاء للرياء والنفاق والمكر.. الإخلاص والنبل والأمانة تصير رذائل في السياسة.. وهي تساهم في زعزعة العرش بأكثر مما يساهم ألد الخصام.
وإني أود أن أحدثكم في أمرٍ هام.. كيف يمكن أن تستعبد دولة كبيرة مثل روسيا.. في البداية قم بتوسيع الفجوة مابين الحكومة الغبية والشعب الغوغاء العميان.. وزد من كراهية كل طرف للطرف الآخر.. فكلما زدت من كراهية الشعب في نفوس حكومته الغبية .. ستقوم بإساءة استغلال قوتها الغاشمة وتكسر قوانين الديمقراطية العفنة.. وكلما زدت من كراهية الحكومة في نفوس شعبها سيبدأ في التمرد على القوانين العفنة التي وضعتها حكومته ثم كسرتها. وإن أي دولة تنتكس فيها هيبة القانون وتصير شخصية الحاكم فيها عقيمة بتراء.. هنا يمكننك أن تتخذ خطًّا هجوميًّا وتقوم بثورة أو انقلاب تحطم فيه كل القواعد والنظم القائمة.. وتمسك بالقوانين فتلقيها في أقرب قمامة وتعيد تنظيم الهيئات جميعًا.. وبذلك تصير ديكتاتورًا على حكومة تخلصت بمحض إرادتها عن قوتها وأنعمت بها عليك.
وعندما تقع الدولة بعد ذلك في قبضتنا.. ولأننا نحن اليهود مالكوا الذهب الوحيدون في العالم.. سنقدم لهذه الدولة عودًا تتعلق به.. وهذا العود هو المال.. فإن تعلقت به أصبحت عبدة لنا.. وإن لم تتعلق به غرقت إلى الأبد.. إن الذهب هو المحرك الأول لعجلة أي دولة.. وطالما نمتلكه ونحتكره فيمكننا شل حركة أي دولة في أي وقت نريد.
نحن اليهود وحدنا من نملك الاقتصاد.. علم الاقتصاد هو مملكتنا.. إننا محاطون بجيش كامل من الاقتصاديين.. وأغلبهم حاضرين معنا اليوم.. أنتم أقوى سلاح من أسلحتنا سواء كنتم رؤساء بنوك أو أصحاب صناعات أو أصحاب ملايين.
_210_
نحن إذا صارت دولة من الدول في قبضتنا فسنعهد بالمناصب الحكومية الرئاسية أو الوزارية فيها إلى القوم الذين ساءت صحائفهم ولديهم في تاريخهم نقاط سوداء يخفونها دائمًا.. فإذا عصوا أمرنا توقعوا المحاكمة أو السجن.. وبهذا فسيدافعون عن مصالحنا حتى النفَس الأخير الذي تنفث به صدورهم.. وأحيانًا لابد أن تظهر الحكومة بمظهر المعارضة لنا.. لكنها في حقيقة أفعالها موالية لنا ولمصلحتنا قلبًا وقالبًا.
ولكننا نخشى أكثر ما نخشى في هذه الدول أن تتحالف قوة الحكام مع قوة الرعاع العميان.. لكننا أخذنا كل احتياطاتنا لضمان عدم وقوع هذا.. فقد أقمنا بينهما سدًّا قوامه الرعب الذي تحسه كل واحدة منهما من الأخرى.. وحتى نضمن بقاء هذا السد لابد أن نكون متصلين بكل الطوائف.. ليس بصورة مباشرة طبعًا ولكن عبر أكثر عملائنا إخلاصًا.. وهؤلاء هم من يخاطبون الرعاع ويوجهونهم أينما نراه نحن مناسبًا.
ولتسهيل تنفيذ كل هذه المخططات لابد أن يكون لنا وكلاء دوليين لديهم ملايين العيون ووسائل غير محدودة على الإطلاق.. وهؤلاء يوجهون الحكومات.. أما الشعب فلا يوجد أسهل من توجيهه.. وتوجيهه يكون بكلمة واحدة سأفصل في أمرها لاحقا.. الصحافة.. وهي السلاح الذي لا يدري الغوييم كيف يستخدمونه.. ونحن سنلعب به دائما من وراء الستار.. وهو الشيء الذي يوجه الناس للاتجاه الذي نريده تماما.
من اللازم أن نضع في كل المجتمعات هيئات نصبغها بصبغة تحررية لها خطباء مفوهون يسحرون العامة بالكلام البليغ.. وهو مجرد كلام بدون أفعال حقيقية.. لكنه يسحرهم ويصدقونه في يأسٍ أملًا في تغيير الحال.. في نفس الوقت سنزيد المرتبات ونزيد الأسعار في ذات الوقت.. فنرهق أصحاب الأعمال برفع المرتبات.. ونرهق العمال برفع الأسعار فلا يستفيد أحدٌ شيئًا إلا مزيدًا من الإرهاق.
_211_
بالنسبة للحكومات فسنختار لها رؤساء إداريين ووزراء ممن لهم ميول العبيد.. ليخضعوا لسلطة مستشارينا الحكماء الذين تدربوا على السياسة منذ كانوا أطفالًا.
سنبدأ بروسيا ثم سندور مع دوران الأفعى "سيربنت" في أوروبا حتى تصير أوروبا مغلولة بأغلال لا تنكسر.. ثم ستكون مرحلة في غاية الحساسية والخطورة.. الإمبراطورية العثمانية الكبيرة.. سينزل إليها "سيربنت" وسننزل معه.. ولن نهدأ حتى نهلكها هلاكًا لا قيام بعده.. ثم سيختتم "سيربنت" دورته ليهبط في أورشليم.. وسنهبط معه.. وهناك ستكون دولتنا.. هناك سينتهي شتاتنا في الأرض.
لما نستقر في دولتنا.. سنكون قوة دولية عظيمة إذا هاجمتها إحدى الحكومات قامت الأخرى بنصرتها.. عندها سيمكننا أن نبدأ في إعداد العالم كله لاستقبال الملك "هاماشياح" الذي نعده لحكم العالم أجمع.
اليوم الثاني
يا عظماء صهيون وصفوة صفوتها.. لقد وصلت قوتنا اليوم إلى حدِّ أن أي معاهدة تتم في العالم الحالي لابد أن تكون لنا يدٌ خفية فيها.. ولقد وصلت قوتنا إلى حد أننا نحن الآن من نقرر العقوبات.. نعدم من نشاء ونعفو عمن نشاء.. ولم نصل لهذا إلا لأن الله أعطانا عبقرية لم يعطها لأي شعب من شعوب الأرض.
اليوم هو اليوم الثاني وغدًا سيكون اليوم الأخير لهذا الاجتماع التاريخي.. ويجب أن يعرف الجميع أنه وبدون أن أنوّه.. لابد أن يظل كل ما يدور في هذا الاجتماع طي الكتمان التام. رغم أن الغوييم بطبيعتهم ذوو عقول بهيمية محضة لا يمكنهم ملاحظة أي شيء فضلًا عن التكهن أو تحليل أي شيء.. على النقيض منا بالضبع.. فهذا الاختلاف في العقلية بيننا وبينهم يرينا لماذا اختارنا الله وأعطانا طبيعة ممتازة فوق البشرية..
_212_
ولو ظهرت هذه العبقرية لغير اليهود فهي عارضة مصادفة لا أصلية.. ويجب علينا حربها لأنها خطرٌ كبيرٌ علينا.. بغض النظر عن هذا سأبدأ الحديث اليوم بشرح النظام الجمهوري والذي سنبدله مكان النظام الملكي في كل الدول التي سيمر عليها الأفعى "سيربنت".
الملك في النظام الملكي سيُستبدل بشيءٍ هزلي يدعى الرئيس.. وسنختار لهذا المنصب رجلًا لديه فضيحة من الفضائح السرية.. ونحن نعرفها جيدًا.. أخلاقية كانت أو جنسية أو رشوة.. بحيث يكون طوال فترة حُكمه أسيرًا للخوف من التشهير به.. وسنضع تحت يده شيئًا هزليًا ما يدعى مجلس الشعب.. وهو مجموعة من الناس ينتخبهم الشعب للتعبير عنه.. وهذا المجلس هو الذي سينتخب الرئيس ويحميه.. ولكننا سنسحب من هذا المجلس سلطة تعديل القوانين.. فيكون للرئيس السلطة الكاملة.. فالرئيس في نظامنا هذا هو رئيس الجيش أيضا.. فمن حقه إعلان الأحكام العرفية لحماية الدستور الجمهوري الجديد كما سيدعي.. ولن يكون من حق مجلس الشعب هذا أن يعرف أو حتى يسأل عن القصد من مخططات الدولة.. وسلطة تعيين رئيس مجلس الشعب الهزلي هذا تكون في يد رئيس الدولة فقط.. باختصار هو مجرد مجلس من ورق لا فائدة حقيقية منه.
وللرئيس حق حل المجلس في أي وقت وعمل مجلس جديد.. ومن حق الرئيس أن يخالف أي قوانين موجودة ويضع قوانين وقتية في أي وقت.. وحجته في ذلك ستكون مصلحة البلاد.. وبهذا تكون الحكومات ديكتاتورية في الحقيقة ديمقراطية في الظاهر.. وممثلوا هذه الحكومات ما هم إلا أستار أو آلات لتنفيذ ما تريده الإدارة المتمثلة في الرئيس وأعوانه من الوزراء.. وهؤلاء ماهم إلا ستار لتمرير ما نود منهم أن يمرروه.
ولأننا سنقيم الاضطرابات الدائمة بين الشعوب والحكام وسنضيق الخناق الاقتصادي على جميع الدول.. ستنوء الشعوب بحكّامها يومًا ما وينادون بعزل أولئك الحكام جميعًا وتعيين حاكم عالمي واحد يستطيع أن يوحِّدهم ويمحق كل أسباب الخلاف.
_213_
نحن الوحيدين في هذا العالم الذين نملك أسرار الماسونية ونَقودها.. فأنّى للغوييم أن يفهموا مقاصد وأهداف الماسونية وهم غوييم خنازير لا عقل لهم.. وعلينا أن نضاعف خلايا الماسونية ومحافلها في جميع بلدان العالم.. وسنجذب إليها كل من يُعرف عنه أنه ذو روح عامة شهيرة.. وكل هذه الخلايا ستكون تحت قيادة واحدة مؤلفة من حكمائنا.. ولابد أن نضم إلى هذه الخلايا كل الوكلاء في البوليس السري في أي دولة لأنهم قادرون على إسدال الستار على مشروعاتنا وأن يعاقبوا من يكثر ضجيجهم ويسببون لنا الصداع.. وسنجد أن معظم الداخلين لهذه الخلايا من المغامرين الراغبين في الثراء السريع ونحن نمتلكه وحدنا.. وسنستغل هؤلاء لدفع عجلة هذه الخلايا إلى أي اتجاه نشاء.
وبالنسبة للصحافة.. فيجب أن نردع كل الصحف التي تحاول المساس بنا ردعًا حازمًا بسُلطتنا.. ولكن يجب أن ننشر هجومًا على أنفسنا من آنٍ لآخر نحن الذين نكتبه.. ويكون في الواقع هجوم على النقاط التي نود تغييرها في سياستنا.. هكذا تكون العبقرية الحقة.. وكل المعارضات التي سندبرها لأنفسنا ستكون معارضات سطحية لا تقترب من الأمور الهامة.
ولابد أن نتحكم نحن وحدنا بالأخبار دون غيرنا.. فمعروف أن الأخبار تصل للصحف عن طريق وكالات معدودة تتركز فيها الأخبار وتوزعها على الصحف.. وحينما نصل إلى السلطة سنمتلك كل هذه الوكالات ولن ننشر إلا ما نحتاج إلى التصريح به من أخبار.
ولابد أن نشتري أكبر عدد من الصحف بأنواعها الثلاثة.. الصحف الحكومية يجب أن ترعى مصالحنا كلية.. والصحف الشِّبه رسمية الهدف منها هو استمالة قلوب المحايدين.. أما الصحف المعارضة هي النوع الثالث وهي ستظهر وكأنها مخاصمة لنا.. وسنجذب بها كل معارضينا ليفرغوا فيها أفكارهم.. وبالتالي نتركهم يكشفون لنا أوراقهم بأنفسهم.
_214_
أما ناشروا الصحف أنفسهم فيجب أن نختارهم ليكونوا من أصحاب الفضائح السرية المخزية التي نعرفها وستسمح لنا بكشفهم في حال أردنا ذلك متى أردنا ذلك عند ظهور أي بادرة من بوادر العصيان لديهم. فصحفنا يجب أن تدعم وتمثل كل الطوائف بلا استثناء.. وبهذا تكون مثل الإله الهندي "فيشنو" ذي مئات الأيادي.. وكل يد منهم ستجس لنا نبض طائفة من طوائف الرأي العام المتقلب.
بالنسبة للنشر فيجب أن تكون هناك هيئة في كل دولة تسمح أو ترفض نشر المنشورات.. سواء كانت كتب أو أفلام أو دوريات.. وهذه الهيئة يجب أن تكون بين أيدينا نحن.. لنقدر على التحكم بكل ما ينشر في كل مكان.. فالأدب والثقافة أعظم سلاح لنهضة أي أمة وطالما هما في أيدينا فسنكون مطمئنين.
حتى نبعد الناس عن مناقشة الأمور المهمة سنختلق لهم دائمًا مشاكل جديدة تبعدهم عن هذا.. مشاكل اقتصادية أو سياسية في بلدانهم.. وحتى نلهي عقولهم عن الخوض في المسائل التي لا يجب عليهم الخوض فيها سندعوهم لمختلف مزجيات الفراغ مثل المسابقات الرياضية والفنية على اختلاف أنواعها.. فالجماهير الغوغائية مثل الطفل.. عندما يلح في طلب شيء ما تقول له "انظر هذا العصفور" فينظر له ناسيًا ما كان يلح على طلبه.
لن يرتاب أحد في أننا نحن الذين ندبر كل مشكلات الدنيا عبر خطة سياسية لم يفهمها بشر طوال قرون كثيرة.. ولو قيل لأحدهم أننا ندبر كل هذا فسيقول مستهزئًا إن هذا مستحيل.. لأنه لا يمكن لأحد أن يدبر كل هذا ويخطط لكل هذا.. غير عالم أننا في سبيل أن نصل لما وصلنا إليه كافحنا وضحينا بكل شيء حتى ملكنا الذهب والمال وصرنا أغنى أهل الأرض.. ومن يملك المال يملك كل شيء.
_215_
لقد تفضل علينا الملاك الساقط "سيربنت" بتدمير كل العقائد البشرية وتحريفها عن مواضعها.. فابتدع الناس التلمود بعد التوراة وجعلوا عيسى ابنًا لله وإلهًا معه بعد أن كان رسولًا.. ورغم أننا لم نقدر على تدمير الإسلام تمامًا كما فعلنا مع اليهودية والمسيحية إلا أننا أخرجنا من عباءته الشيعة فأذاقوه ويلات كانت تتفق في شدتها مع ضربات أشد أعداء المسلمين.
فما وصلنا لما وصلنا إليه إلا لأننا نشرنا جوًّاسيسنا في كل بلدة وجعلناهم يذوبون مع المجتمعات ذوبانًا لا يمكن تمييزهم به.. وهؤلاء يعطوننا تقاريرَ مفصَّلة عن حالة تلك البلدان الاجتماعية والسياسية والدينية ونبض الشارع الحقيقي.
في ختام هذا اليوم أود أن أقول إن الغوييم الحمقى لن يعرفوا أبدًا الطريقة المثلى للتعامل مع أي ثورة.. إن الثورة ما هي إلا نباح كلب على فيل.. مجرد نباح.. وليس على الفيل إلا أن يظهر قوته مرة واحدة لتشرع الكلاب في البصبصة أذنابها لما ترى الفيل.
اليوم الثالث والأخير..
لن أطيل الحديث في هذا اليوم.. سيكون مجرد تنويه بسيط.. وآمل أن يكون الكل قد راجع وكتب وفهم وحفظ.. إن حكام الغوييم بسبب جهلهم.. وكلهم جهلة بالمناسبة قد أجبروا حكومتهم على الاستدانة من بنوكنا أموالا طائلة لو عاشوا قرونًا على قرون لن يستطيعوا أداءها.. نحن عملنا طويلًا لنصل إلى هذا.. لقد عملنا طويلًا ياسادة حتى نجحنا في استعباد الجميع.. حتى نجحنا أن ندخل الدول جميعها في هذه الدوامة التي لا فكاك منها.. ويجب أن نحافظ على ما فعلناه.. ومافعلناه إلا بتوجيه من حضرة جنابه الكريم.. مليكنا الذي سيحكم العالم كله من عرش داوود.. ومن نسل داوود.
_216_
نعم نمتلك الذهب.. ونعم يمكننا في أي وقت أن نسحب منه أي مقدارٍ نشاء من حجرات كنزنا السرية.. ذلك الذهب الذي ظللنا نكدسه قرونًا طويلة.. وفي النهاية ياسادة ستوزع عليكم الآن الوثيقة للتوقيع عليها جميعكم.. لقد اجتزنا دربًا طويلًا.. وإن أمامنا درب أطول وأشد بأسًا.. وعلينا أن نكون متيقظين. وقَّع على الوثيقة ممثلوا صهيون الماسونيين من الدرجة الثالثة والثلاثين.